الهاتف الغبي أبسط

الهاتف الذكي هو حاسوب كامل ويضيف خصائص الهاتف ولأن حجم شاشته صغيرة فلن يستطيع أن يقدم كل شيء يمكن لحاسوب نقال أو مكتبي أن يقدمه، من ناحية أخرى الهواتف الذكية اليوم يمكنها أن تقدم مئات التطبيقات والألعاب ويمكنها أن تبقى على اتصال دائم بالشبكة وهذا يعني أن المستخدم يمكنه التنقل وإضافة محتويات للشبكة بحسب أحداث اليوم، يلتقط صورة فيرفعها إلى فليكر، يضع تعليقاً في تويتر، يكتب رسالة في فايسبوك، يقرأ آخر الأخبار من مواقع مختلفة، يدردش مع صديق وهو ينتظر دوره لإنجاز عمل ما في مؤسسة حكومية، ويمكنه أن يفعل أكثر من هذا.

السؤال هنا: هل أنا بحاجة لذلك؟ هل من الضروري أن أبقى على اتصال دائم بالشبكة؟ ثم هل يستحق الهاتف الذكي أن أبقيه في مقابل التعقيد الذي يضيفه لحياتي؟

الهاتف الذكي يكلف الكثير، يحتاج لشحن البطارية يومياً، يحتاج لحاسوب لنقل المحتويات له وربما شحنه وتحديثه وتثبيت البرامج عليه، معرض للكسر والخدش أكثر من الهواتف العادية الرخيصة، وفي الغالب الهاتف الذكي أكبر حجماً وأثقل وأغلى.

هاتفي البسيط سقط من ارتفاعات مختلفة مرات كثيرة وفي كل مرة أتمنى أن يتعطل كلياً لكنه يخيب أملي ويعمل كأن شيئاً لم يحدث، البطارية تعمل لأسبوعين أو ثلاثة قبل إعادة الشحن وأحياناً شهر، كلفني شراءه 100 درهم وهو لا يقدم لي أكثر من الاتصال واستقبال الرسائل، هذا كل ما أحتاجه ومع ذلك أرى أن الهاتف بحد ذاته تعقيداً لكنه تعقيد ضروري حالياً.

كيف تعرف أنك لا تحتاج لهاتف ذكي؟ جرب ألا تستخدمه اسبوعاً وإن بقيت حياً وحياتك لم تدمر في آخر الأسبوع فإنت في الغالب لا تحتاجه.