السعادة في اتجاهين

عندما تفكر بأسلوب "أنا أنا أنا" وتفكر في ما أصابك وتغرق نفسك في بحر من المشاعر السلبية وتجعل نفسك ضحية، عندما تغضب لأصغر الأسباب وتشعر أن كرامتك جرحت لأتفه الأسباب، عندما تجعل من الصغائر كبائر وعندما تهتم بنفسك قبل الآخرين، عندما تفعل كل هذا وأكثر لماذا تظن أنك تستحق أن تكون سعيداً؟

أنانيتك سبب تعاستك والسعادة لا تأتي إلا بالمشاركة بأن تعطي أكثر مما تأخذ أو تعطي دون أن تأخذ، عندما تفكر بالآخرين ومشاعرهم وأفكارهم وآمالهم وتساعد من تستطيع بأي شكل ستبدأ في بناء أساس لسعادتك في الدنيا لكن لا تبني الأساس على فكرة أنك تريد شيئاً في المقابل لأنك لم تحصل على ما تريد ستهدم الأساس وستعود لتعاستك، السعادة أن تعطي دون أن تتوقع شيئاً في المقابل، أن يسعدك فعل العطاء نفسه ولا يهم إن حصلت أو لم تحصل على شيء من الآخرين، إن فعلت هذا ستحصل على شيء في المقابل، عندما ترسم ابتسامة في وجه أحدهم سيجعلك هذا سعيداً، أنت لك دور وفائدة في المجتمع، أما "أنا أنا أنا" فدوره سلبي يأخذ ويأخذ ويأخذ ولن يكتفي سيبقى تعيساً.

ما علاقة كل هذا بالبساطة؟ كل شيء عن البساطة يدور حول هذه النقطة، عندما تنقطع العلاقات بين الناس يصبح الاستهلاك حلاً لسد الفراغ الذي يجده البعض في حياتهم، يشتري هذا وذاك لكي يشعر بسعادة مؤقتة تذهب سريعاً ويبقى ما اشتراه عبئاً ثقيلاً يزداد مع الأيام، فكل شيء تشتريه بحاجة لمساحة في عقلك ومساحة في الواقع ويحتاج لإدارة.

الاستهلاك نوع من الأنانية في المقابل الشخص الذي يجد سعادته في مساعدة الآخرين لن يحتاج للاستهلاك، لن يحتاج لسد فراغ في حياته بشراء أشياء غير ضرورية لأنه يجد سعادته في أمور أخرى، في العطاء لا في الأخذ.