عندما تصبح الأهداف قيوداً

كم عدد الكتب والمقالات والبرامج التي تخبرك بأن عليك أن تضع الأهداف؟ كثيرة وقد قرأت وشاهدت ما يكفي منها وأظن أن كثيراً منها لا يعطي نصيحة مفيدة، الأهداف الشخصية والمهنية التي تحتاج لوقت طويل لإنجازها تبدو بعيدة المنال ويصعب على المرء أن يستمر في السعي لتحقيقها بل الهدف قد يصبح مثيراً للإحباط عندما يقارن الشخص حاله بالهدف.

فمثلاً لنأخذ أهدافاً شخصية مشتركة بين كثير من الناس متعلقة بالصحة كتخفيض الوزن وبناء جسم رياضي، تصور هدف أحدهم أن يخسر 20 إلى 30 كج من وزنه وهو يتابع وزنه يومياً فلا يجده ينخفض بالقدر الكافي وقد يرتفع بين حين وآخر، هذا الفرق الكبير بين الهدف البعيد والحياة اليومية يصيب البعض بالإحباط.

ثم الهدف قد يكون قيداً، شخصياً كنت في العام الماضي أحاول قراءة 105 كتاباً ولم أصل إلا لسبعين كتاباً ثم توقفت عن متابعة الهدف، كان وضع الهدف من الأساس غلطة لا يجب أن أقع فيها، وضعي للهدف كان غايته أن أدرب نفسي على القراءة اليومية لكن هذا لم يحفزني لممارسة هذه العادة كل يوم، بعد أن قررت التوقف عن ملاحقة الهدف بدأت أقرأ أكثر من السابق وبحرية أكبر وأختار ما أشاء من الكتب في حين أنني في العام الماضي كنت أحرص على اختيار كتب يمكن قراءتها خلال يومين أو ثلاثة.

ما يجب أن تركز عليه ليس الأهداف بل العادات اليومية، ليس هناك سبب لوضع هدف متعلق بصحتك عندما تستطيع أن تمارس يومياً عادات صحية بسيطة كممارسة التمارين الرياضية وتناول طعام صحي، وقس على ذلك كل شيء آخر متعلق بك، من الأفضل أن تسعى لتحسين نفسك خطوة خطوة وبالتدريج بدلاً من محاولة التخطيط لما لا يمكن التخطيط له، بدلاً من وضع هدف اسأل نفسك: ما الخطوة التالية؟ بدلاً من النظر إلى البعيد انظر إلى ما هو قريب وما يمكنك الآن فعله.